جدول المحتوى
المخاطر
تبدو كلمة المخاطر وكانها كلمة مألوفة بالنسبة لذهن حتى الغير متخصصين في مجال المال وعالم الإقتصاد والإدارة والمحاسبة، ولكن يجهل الكثيرون حتى من هؤلاء المتخصصين المعني الحقيقي الإقتصادي والإداري للمخاطرة، المخاطرة بمعناها العام هي إشارة إلى خطر مستقبلي محتمل كرد فعل أو تأثير من إجراء عمل ما. لاخظ ان هذا المفهوم قد ركز وأهتم على الأثار السلبية الغير مطلوبة الناتج عن هذا الفعل. من وجهة نظر أخري فإن المخاطرة بشكلها العام أيضا هي فرصة قد يكون لها تاثير إيجابي. وحتي تميل إلى أحد الإتجاهين السلبي والإداري فعليك تولية إهتمامك للبيئة المحيطة والموقف العام ودراستهما وتقييمهما.
أما المخاطر من الناحية المالية وهي الناحية التي نهتم بها فى هذا المقال فهي أية مخاطر بشان أي نوع من أنواع التمويل، قد تأخذ المخاطر شكلا سلبيا في حالة إنخفاض العائدات الفعلية عن تلك التي كانت متوقعة،أو قد تظل في مرحلة عدم التأكد من العائد. كما ان المخاطر أنواع فمنها المرتبط بالإستثمار ومنها المرتبط بالتدفقات النقدية للمشروع وهي ما يطلق عليه مخاطر الأعمال، ولكن فى جميع الاحوال فتظل المخاطر في حاجة إلى دراسة واهتمام بالبيئة والظروف والموقف بكاملها ثم تقييم كل ذلك، وهذا ما ندعوه فى عالم الإدارة والمال إدارة المخاطر.
إدارة المخاطر
إدارة المخاطر هي عملية فهم المخاطر التي تحيط باعمال المنظمة وبيئتها ثم التعامل معها، وهناك العديد من الطرق للتعامل مع المخاطر، نوجزها فيما يلي:
التعديل او التغيير الكامل فى العمليات التي تقوم بها الشركة او فى أحد عناصرها تغييرا معه يتم تجنب بعض تلك المخاطر، كأن يتم الاستعانة بمصادر خارجية تقوم بدلا عن المؤسسة بأحد عناصر الإنتاج وبالطبع تكون تلك العناصر او الأعمال هي تلك المرتبطة بها المخاطر.
وقد يكون القرار في بعض الأحيان تعاملا مع المخاطر بان نقرر الاحتفاظ بها عندما يكون ذلك منطقيًا. فمثلا قد يكون قرار الإستمرار فى إنتاج منتج ما يرتبط بالمخاطر وذلك لان الأرباح التي يولدها مرتفعة للغاية وهنا تسمى المخاطر بالمخاطر المقبولة.
وقد يكون القرار الأكثر منطقية فى بعض الأحيان هي أكثر الحلول امانا وهو نقل المخاطر إلى طرف ثالث، وهو قرار رائج دائما عندما يكون الامر من المكن اللجزء فيه لشركات التأمين ونقل المخاطر لها مقابل التخلي عن بعض المال كمقابل لإنهاء الخطر تماما والإستفادة من المكاسب والإيرادات الناتجة عنه.
من خلال الانخراط في إدارة المخاطر ، قد تكون المؤسسة أقل عرضة للإبلاغ عن خسائر كبيرة وغير متوقعة، ولكن قد تأتي القرارات الناتجة من إدارة المخاطر بأثار عكسية، على سبيل المثال فقد تنفق شركة تنقيب عن النفط الكثير من الوقت لتخفيف مخاطر تسرب النفط الهائل ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي مثل هذا الوقت المنفق من إدارة المخاطر مصاريف مبالغ فيها او تفويت لفرص لا يمكن ضياعها وذلك عندما تكون السياسات والإجراءات المتبعة متداخلة مع قدرة المؤسسة على إدارة الأعمال بشكل يومي فيكون هذا بمثابة دفنا للشركة وقتلا لارباحها، لذلك يجب أن تكون إدارة المخاطر مكلفة بشكل خاص بعمليات محددة عالية الخسارة مع إنفاق وقت وجهد أقل للمسائل ذات المخاطر المنخفضة والخسائر المنخفضة، وحتي نحدد مستوي المخاطر فيجب علينا تحليل تلك المخاطر.
تحليل المخاطر
يتضمن تحليل المخاطر تحديد وقياس الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى خسائر للمنظمة، يمكن أن ترتبط هذه الأحداث بعمل تجاري في بلد ما ستقوم المؤسسة بالإستثمار فى أسواقها، ويمكن ان تتمثل تلك المخاطر في احتمال حدوث فيضان مدته 100 عام، أو زلزال، أو تأميم قطاع اعمال في تلك البلد، بمجرد تحديد هذه الأحداث يتم استخدام تحليل المخاطر لتقدير احتمال حدوثها ومقدار الخسارة المرتبطة بكل حدث، الهدف من هذه الخطوة هو أن تحديد التأثير السلبي الأكثر خطورة على الشركة، وترتيب البقية من الأعلى إلى الأقل ثم دمج نتائج هذا التحليل في عملية إدارة المخاطر، حيث تتم صياغة مجموعة من إجراءات تخفيف المخاطر وإتخاذ القرار بشانها كما اوضحنا مسبقا.
يستخدم تحليل المخاطر أيضًا عند دراسة أي نوع من انواع الاستثمار. تنطبق هذه العملية بشكل خاص على الميزانية الرأسمالية، حيث قد تكون هناك مؤسسة على وشك تخصيص مبلغًا كبيرًا من المال لمشروع تنتوي القيام به؛ وفي هذه الحالة يكون العمل من خلال تحليل شامل للمخاطر الامر الفعال والمطلوب بهدف فهم أفضل لخطر الخسارة المرتبطة باستثمار محتمل، فإذا كانت النتيجة إشارة واضحة لمستوى عالٍ من المخاطرة فيجب أن يكون لذات الاستثمار معدل عائد مرتفع بحيث يتم تعويض الأعمال بالكامل عن مستوى المخاطرة الذي تتعرض له.
إذن فتقييم المخاطر هو ممارسة المراجعة المنظمة لأنشطة وعمليات المنظمة وبيئتها وظروفها لتحديد احتمالات الخسارة المرتبطة لتحقيق المزايا التالية من عملية تقييم المخاطر:
أن تقرر ما إذا كنت تريد إجراء استثمار جديد أو استثمار موجود.
ان يتم تحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل تخفيف بعض المخاطر.
أن تقرر أن هناك مخاطر كبيرة مؤكد أنها جديرة بالاهتمام.
الإستمرار في تقييم المخاطر
يجب الإستمرار في تقييم المخاطر على فترات منتظمة بحيث يمكن إجراء التغييرات في البيئة المالية والتشغيلية لضبط التقييم وتعديل القرارات السابقة بناء على التحليل الجديد، قد تكون هذه التعديلات ناجمة عن تغييرات في الظروف الاقتصادية أو الوضع السياسي أوالبيئة وما إلى ذلك، على سبيل المثال يمكن أن يؤدي انخفاض الظروف الاقتصادية العامة إلى زيادة معدل التخلف عن سداد القروض العقارية الصادرة عن البنك؛ أو قد تؤدي التغيرات في الظروف الجوية والمناخية إلي تغير الكميات المتوقعة التي سيتم شحنها من قبل شركة للشحن مما يغير تدفقاتها النقدية، وإن أردنا مثال اخير فيمكنك تخيل ان شركة ما قد تعرضت للتو لعملية استحواذ؛ وهي عملية ترتبط بها مجموعة من المخاطر المقلقة مثل احتمال دوران العملاء وسرقة الموظفين واسترجاع المنتجات.
يتم إجراء تقييمات المخاطر من قبل كبير مسؤولي المخاطر مثل هذا المنصب فى المنظمة، فإن المهمة عادة ما يتم تنفيذها من قبل المدير المالي، وفى القادم من المقالات سنتعرض للمخاطر بشكل اكثر تفصيلا بامر الله.
أقرأ أيضا:
المراقبة النقدية للشركات الكبيرة والمتوسطة وصغيرة الحجم والمؤسسات الفردية